بقلم
د. امل الموزان
طالباتي العزيزات في نهاية تقديم مقررنا ( تقنيات التعليم ) آمل أن تمنحنني بعض وقتكن لقراءة هذه الأسطر إذ أرى من
المناسب الآن أن أوجه لكن هذا الحديث وكلي أمل أنكن قد أدركتن ما معنى وما أهمية
المعايير، وربما بعض المواقف أثناء دراستكن رسمت أمامكن العديد من علامات الاستفهام
ربما كانت أغلبها تدور حول : لماذا ينبغي علي أن أدرس أو أقدم عمل أو مشروع بطريقة
معينة ووفقا لمعايير معطاة لآلية التنفيذ ؟
يرتبط تطبيق المعايير بشكل
عام في أي جزئية كبيرة كانت أو صغيرة سواء في حياتنا العامة أو في مجال تعلمنا أو
عملنا – يرتبط – بالصدق والموضوعية والعدالة والمساواة والإتقان والتقييم بشفافية
وحسن استثمار الموارد البشرية والمادية وجميعها أمور مهمة تمهد الطريق نحو نشر وتفعيل مبادئ الجودة بشكل عملي وتوحيد المنتجات الجيدة لمختلف الجهات بعيداً عن
الفلسفات النظرية التي أحياناً تبالغ في بناء أبراج عاجية لمختلف الأمور دون ترجمة
لمؤشرات فعلية تساهم في بناء موجهات فعلية نحو تجويد أي بناء وبمعنى أدق أي "
أداء " .
الحديث عن المعايير حديث لا يخلو من إلزامية الخوض والتفتيش في ماهية
تلك المعايير ولماذا ينبغي تطبيقها وما المؤشرات الفعلية الدالة على تحققها ، وهو
حديث بلا شك يطول بل وقد تنبري له الجهود بالبحث والدراسة.. هو في الحقيقة حديث ذو
شجون ويرتبط بشكل كبير بالنفس البشرية وطموحها وآمالها وهمتها .. ببساطة يرتبط بالأهداف، ولكل منا أهداف ففتشي عن
أهدافك ..أي نوع هي من الأهداف؟ هل ترضي طموحي ؟ هل تتحدى طموحي ؟ هل أنا قادرة
على تحقيقها ؟ كيف أحققها ؟ ولماذا أحققها وفقاً لمعايير معينة؟؟ ،، ينبغي أن ننظر للمعايير كواقع لابد من تطبيقه
وليست مجرد موضوع يدَرس ضمن وحدات مقرر ،، ذلك أنها حقاً وصف لما ينبغي أن يكون
عليه الأداء لكل مكون من مكونات أي نظام .